الصفحات
▼
الجمعة، 22 يوليو 2016
الاثنين، 20 يونيو 2016
حماية حقوق ذو التوحد وسلامتهم النفسية والجسدية عند الإستعانة بمعلم خاص أو أخصائي (رجل أو سيدة )
السلام عليكم سوف أتحدث اليوم في
موضوع في غاية
الأهمية والحساسية، يتطلب منا جميعا أن نقف وقفة حازمة ونأخذ مبادرة عميقة للتوعية
به، ألا وهو :
حماية حقوق الطفل وسلامته النفسية والجسدية من
التجاوزات عند الاستعانة بمعلم خاص أو أخصائي -ومن في حكمهم- لتقديم خدمات تدريب
أو تأهيل أو تعليم معين يحتاجه الطفل، سواء داخل البيت، المركز، المدرسة، النادي،
أو حتى منزل الأخصائيين أنفسهم من الرجال و السيدات.
للأسف في الفترة الأخيرة تم رصد وتوثيق بعض مظاهر وممارسات التجاوز من قبل قلة قليلة من الأخصائيين تجاه أطفال ذوي احتياجات خاصة، وتحديدا من لديهم اضطراب التوحد. معظم تلك التجاوزات تمثلت في استخدام العنف النفسي أو الجسدي تجاه الطفل دون أن يدرك الأهل ما يتعرض إليه فلذات أكبادهم، وكثيرا ما يتم تجاهل الأعراض والمؤشرات أو عدم التوقف عندها بسبب الثقة الزائدة أو ببساطة نقص الوعي بهذه المسألة واستبعادها.
الموضوع كما ذكرت حساس وبه تفاصيل وتشعبات كثيرة ما بين أخذ وجذب، وهو بالتأكيد ليس من المواضيع التي نرتاح للتحدث عنها، ولكننا هنا لهدف وغاية عظيمة هي رفع الوعي ودعم بعضنا لكل ما فيه مصلحة أبناءنا ان شاء الله.
وبالتالي التهرب من التحدث في هذه القضية أو انكارها ليس من الحكمة، فأطفالنا أمانة في أعناقنا ونحن مسؤلون عنهم أمام الله قبل كل شيء. قد تكون بعض التفاصيل التالية مزعجة للبعض ولهذا سيتم عرضها بأبسط صورة ممكنة دون أن نخل بالوضوح المطلوب للفائدة بإذن الله.
نظرا لحجم هذا الموضوع سيتم طرحه من خلال أجزاء مترابطة على النحو التالي:
1. المقصود بالتجاوزات وحدودها وآثارها ؟
2. مؤشرات تعرض الطفل للتجاوزات من قبل أحد معلميه أو من يقومون برعايته وتدريبه ؟
3. كيف أحمي الطفل من التعرض لتجاوزات من قبل من يقوم بتعليمه أو تدريبه ؟
للأسف في الفترة الأخيرة تم رصد وتوثيق بعض مظاهر وممارسات التجاوز من قبل قلة قليلة من الأخصائيين تجاه أطفال ذوي احتياجات خاصة، وتحديدا من لديهم اضطراب التوحد. معظم تلك التجاوزات تمثلت في استخدام العنف النفسي أو الجسدي تجاه الطفل دون أن يدرك الأهل ما يتعرض إليه فلذات أكبادهم، وكثيرا ما يتم تجاهل الأعراض والمؤشرات أو عدم التوقف عندها بسبب الثقة الزائدة أو ببساطة نقص الوعي بهذه المسألة واستبعادها.
الموضوع كما ذكرت حساس وبه تفاصيل وتشعبات كثيرة ما بين أخذ وجذب، وهو بالتأكيد ليس من المواضيع التي نرتاح للتحدث عنها، ولكننا هنا لهدف وغاية عظيمة هي رفع الوعي ودعم بعضنا لكل ما فيه مصلحة أبناءنا ان شاء الله.
وبالتالي التهرب من التحدث في هذه القضية أو انكارها ليس من الحكمة، فأطفالنا أمانة في أعناقنا ونحن مسؤلون عنهم أمام الله قبل كل شيء. قد تكون بعض التفاصيل التالية مزعجة للبعض ولهذا سيتم عرضها بأبسط صورة ممكنة دون أن نخل بالوضوح المطلوب للفائدة بإذن الله.
نظرا لحجم هذا الموضوع سيتم طرحه من خلال أجزاء مترابطة على النحو التالي:
1. المقصود بالتجاوزات وحدودها وآثارها ؟
2. مؤشرات تعرض الطفل للتجاوزات من قبل أحد معلميه أو من يقومون برعايته وتدريبه ؟
3. كيف أحمي الطفل من التعرض لتجاوزات من قبل من يقوم بتعليمه أو تدريبه ؟
4. ماذا أفعل إذا تأكدت أن الطفل يتعرض لتجاوزات من
قبل من يقوم بتعليمه أو تدريبه ؟
5. دور الاستشارة الأسرية في تقديم الدعم والتوجيه فيما يتعلق بحماية الطفل من التعرض لتجاوزات من قبل الآخرين والتصرف نحوها ؟
وفيما يلي توضيح مختصر للنقاط السابقة ..
ما المقصود بالتجاوزات النفسية أو الجسدية وماهي حدودها وآثارها؟
بإيجاز هي أي ممارسات يقوم بها شخص أو أشخاص تجاه الطفل من شأنها أن تلحق به ضرر أو إيذاء بدني أو نفسي ، سواء مباشر او غير مباشر، ولا تتوافق مع حقوق الطفل التي يجب حمايتها، مثل الكرامة والسلامة والشعور بالأمان والصحة وحفظ العورة وتجنب الألم المادي أو المعنوي.
وبالتالي من صور الإيذاء الشائعة:
-العنف الجسدي، كالضرب والقرص والركل والدفع واللكم وجذب الشعر وشد الأذن ، والضغط على جسم الطفل او جزء منه بقوة تسبب ألم سواء على وجه الطفل أو ذراعه أو كتفه أو ظهره، يضاف إلى ذلك العض وحتى تقييد حرية الحركة بشكل غير مقبول كالتربيط. (تم استبعاد الإيذاء ذو طابع التحرش الجنسي حيث سبق وأن تعرضت له بالتفصيل استاذتنا الغالية غادة سرور جزاها الله كل خير).
-العنف اللفظي، ويشمل الإيذاء بكلمات كالشتم والسب بالإضافة إلى الصراخ والوعيد، أو استخدام نعوت وألفاظ تخدش حياء الطفل أو تجرح إنسانيته، وعبارات التخويف وإثارة الرعب في نفس الطفل إلى درجة التوتر.
-العنف العاطفي المبطن، والذي لا يكون بالضرورة بقول أو فعل مباشر وإنما بإيحاءات جسدية أو نظرات حادة تحمل التهديد أو التحقير والإهانة والقمع.
ان استخدام أي نوع من أنواع الإيذاء السابقة وخاص العنف أو التعنيف والتجاوز الأخلاقي سواء الجسدي أو النفسي أو اللفظي من قبل من هو/هي بحكم المعلمين أو الأخصائيين أو المعالجين يعتبر تجاوز مرفوض تماما، بل وفي حالات كثيرة يصل إلى درجة الجريمة التي يعاقب عليها القانون.
بالنسبة لحدود تلك التصرفات التي تصل الى درجة التجاوز، هناك فرق يجب الاشارة إليه بين الممارسات السابقة وبين استخدام الحزم مع الأطفال؛ نعم أطفالنا بحاجة إلى الحزم في كثير من الأحيان لمصلحتهم، ولكن لا يصل الحزم إلى درجة العنف ابدا، لأن الحزم لا يسبب ضرر للطفل، بل بالعكس يساعد على تعليمه وتدريبه وتوعيته، أما العنف فيحمل خطر ترك آثار سلبية عميقة على الطفل، والتي تخلق مشكلات جديدة وخطيرة في حد ذاتها، خاصة على شخصية الطفل وسلوكه ونفسيته، ويكفي كأمثلة لتلك الآثار السلبية خلق ميل للعنف لديه أو لذة عند إيذاء الآخرين أو تنمية ميول عدوانية لديه أو أخرى خلق سمات غير مرغوبة في شخصيته كالخوف والضعف والقلق والتوتر أو الانطواء أو الانكسار الخ.
ولا يخفى بالطبع أن علاج كل جانب من تلك الآثار ليس بالأمر السهل، بل إن استخدام العنف عند تدريب أو تأهيل أو تعليم الطفل ذو الاحتياجات الخاصة يخلق عنده بديهيا كراهية شديدة تجاه الشخص الذي يعامله بتلك المعاملة، وعندها لن يتعلم الطفل ولن يتجاوب ويتحول أمر الاستعانة بذلك الشخص لتعليم الطفل إلى دوران في حلقة مفرغة من ضياع الوقت والجهد، وتراكم التجارب السلبية لدى الطفل مما يهدد سلامته الجسدية أو النفسية وتزداد المشاكل تعقيدا لا قدر الله.
لكل ما سبق لا بد من نشر الوعي بحقوق أطفالنا نظريا وتطبيقيا عند الاستعانة بشخص يقوم بتعليمهم أو رعايتهم خاصة في الظروف التي لا يتواجد بها الأهل حول الطفل، سواء داخل المنزل أو خارجه.
وهذا ينقلنا للنقطة التالية..
5. دور الاستشارة الأسرية في تقديم الدعم والتوجيه فيما يتعلق بحماية الطفل من التعرض لتجاوزات من قبل الآخرين والتصرف نحوها ؟
وفيما يلي توضيح مختصر للنقاط السابقة ..
ما المقصود بالتجاوزات النفسية أو الجسدية وماهي حدودها وآثارها؟
بإيجاز هي أي ممارسات يقوم بها شخص أو أشخاص تجاه الطفل من شأنها أن تلحق به ضرر أو إيذاء بدني أو نفسي ، سواء مباشر او غير مباشر، ولا تتوافق مع حقوق الطفل التي يجب حمايتها، مثل الكرامة والسلامة والشعور بالأمان والصحة وحفظ العورة وتجنب الألم المادي أو المعنوي.
وبالتالي من صور الإيذاء الشائعة:
-العنف الجسدي، كالضرب والقرص والركل والدفع واللكم وجذب الشعر وشد الأذن ، والضغط على جسم الطفل او جزء منه بقوة تسبب ألم سواء على وجه الطفل أو ذراعه أو كتفه أو ظهره، يضاف إلى ذلك العض وحتى تقييد حرية الحركة بشكل غير مقبول كالتربيط. (تم استبعاد الإيذاء ذو طابع التحرش الجنسي حيث سبق وأن تعرضت له بالتفصيل استاذتنا الغالية غادة سرور جزاها الله كل خير).
-العنف اللفظي، ويشمل الإيذاء بكلمات كالشتم والسب بالإضافة إلى الصراخ والوعيد، أو استخدام نعوت وألفاظ تخدش حياء الطفل أو تجرح إنسانيته، وعبارات التخويف وإثارة الرعب في نفس الطفل إلى درجة التوتر.
-العنف العاطفي المبطن، والذي لا يكون بالضرورة بقول أو فعل مباشر وإنما بإيحاءات جسدية أو نظرات حادة تحمل التهديد أو التحقير والإهانة والقمع.
ان استخدام أي نوع من أنواع الإيذاء السابقة وخاص العنف أو التعنيف والتجاوز الأخلاقي سواء الجسدي أو النفسي أو اللفظي من قبل من هو/هي بحكم المعلمين أو الأخصائيين أو المعالجين يعتبر تجاوز مرفوض تماما، بل وفي حالات كثيرة يصل إلى درجة الجريمة التي يعاقب عليها القانون.
بالنسبة لحدود تلك التصرفات التي تصل الى درجة التجاوز، هناك فرق يجب الاشارة إليه بين الممارسات السابقة وبين استخدام الحزم مع الأطفال؛ نعم أطفالنا بحاجة إلى الحزم في كثير من الأحيان لمصلحتهم، ولكن لا يصل الحزم إلى درجة العنف ابدا، لأن الحزم لا يسبب ضرر للطفل، بل بالعكس يساعد على تعليمه وتدريبه وتوعيته، أما العنف فيحمل خطر ترك آثار سلبية عميقة على الطفل، والتي تخلق مشكلات جديدة وخطيرة في حد ذاتها، خاصة على شخصية الطفل وسلوكه ونفسيته، ويكفي كأمثلة لتلك الآثار السلبية خلق ميل للعنف لديه أو لذة عند إيذاء الآخرين أو تنمية ميول عدوانية لديه أو أخرى خلق سمات غير مرغوبة في شخصيته كالخوف والضعف والقلق والتوتر أو الانطواء أو الانكسار الخ.
ولا يخفى بالطبع أن علاج كل جانب من تلك الآثار ليس بالأمر السهل، بل إن استخدام العنف عند تدريب أو تأهيل أو تعليم الطفل ذو الاحتياجات الخاصة يخلق عنده بديهيا كراهية شديدة تجاه الشخص الذي يعامله بتلك المعاملة، وعندها لن يتعلم الطفل ولن يتجاوب ويتحول أمر الاستعانة بذلك الشخص لتعليم الطفل إلى دوران في حلقة مفرغة من ضياع الوقت والجهد، وتراكم التجارب السلبية لدى الطفل مما يهدد سلامته الجسدية أو النفسية وتزداد المشاكل تعقيدا لا قدر الله.
لكل ما سبق لا بد من نشر الوعي بحقوق أطفالنا نظريا وتطبيقيا عند الاستعانة بشخص يقوم بتعليمهم أو رعايتهم خاصة في الظروف التي لا يتواجد بها الأهل حول الطفل، سواء داخل المنزل أو خارجه.
وهذا ينقلنا للنقطة التالية..
2. مؤشرات تعرض الطفل
للتجاوزات من قبل أحد معلميه أو من يقومون برعايته وتدريبه :
1. علامات جسدية:
في حالة تعرض
الطفل لعنف جسدي يمكن أن نلاحظ بعض العلامات الخارجية مثل الكدمات أو احمرار الجلد
أو خدوش أو انتفاخ أو حتى جروح أو دم محتقن حسب شدة العنف الذي تعرض له. طبعا نحن
لا نتحدث هنا عن العلامات أو الآثار الجسدية التي يصعب ملاحظتها خارجيا مثل ارتفاع
ضغط الدم أو ضربات القلب أو (لا قدر الله) وجود تجاوز أخلاقي يمس الأماكن الحساسة
لدى الطفل.
2. علامات نفسية-سلوكية:
2. علامات نفسية-سلوكية:
مثل
الاكتئاب والخوف والتوتر والترقب القلق والبكاء المكتوم أو الصامت و اضطرابات
النوم والخوف الرهاب من الآخرين، يضاف إلى ذلك بعض التصرفات الحادة، حيث يبدي
الطفل كراهية أو نفور شديد من الشخص ويهرب منه او يدفعه او يضربه، او يتعامل بميول
عدوانية تجاه الأشخاص والأشياء، أو الرغبة المستمرة في كسر وتحطيم الأغراض التي
حوله، أو التهرب من التواجد مع الآخرين، أو عدم القدرة على النوم بسبب الكوابيس أو
الخوف، وغيرها من علامات ظهور سلوكيات سلبية جديدة على الطفل قد تكون انعكاس لما
يتعرض له من عنف أو تجاوز في المعاملة من قبل شخص ما، حتى وان كانت تلك السلوكيات
غير عنيفة ولكنها تظل غير مقبولة، مثل تقبيل الآخرين على الفم أو وضع يده على
أماكن حساسة لهم أو ملامستهم بطريقة مرفوضة (لكن نكرر ونؤكد أن التحرش الجنسي ليس
مطروحا في هذا الموضوع، حيث أن الجرم فيه صريح ومباشر، وسبق أن تم التعرض له
باستفاضة من قبل غاليتنا الأخصائية القديرة غادة سرور في مداخلات مسجلة على قناتها
باليوتيوب YouTube جزاها الله كل خير،
ننصح بالعودة لتلك المداخلات بخصوص التحرش الجنسي بالأطفال.
يضاف للمؤشرات التي تظهر على الطفل مؤشرات اخرى قد تبدو من الأخصائي/ة أو المعلم/ة وتتطلب منا الحذر والمتابعة، وأبرزها:
1. التكتم،
حيث لا يفصح الشخص عن التحديات التي تظهر من الطفل، رغم أن الأهل يدركون فعلا معظم تلك التحديات، لكن إذا وجدنا أن المعلم أو الأخصائي يتجنب الحديث عنها أو عن أي أحداث حصلت خلال الجلسات أو الحصص فهذا قد يكون مؤشر لوجود مشكلة في تصرف ذلك الشخص مع الطفل.
يضاف للمؤشرات التي تظهر على الطفل مؤشرات اخرى قد تبدو من الأخصائي/ة أو المعلم/ة وتتطلب منا الحذر والمتابعة، وأبرزها:
1. التكتم،
حيث لا يفصح الشخص عن التحديات التي تظهر من الطفل، رغم أن الأهل يدركون فعلا معظم تلك التحديات، لكن إذا وجدنا أن المعلم أو الأخصائي يتجنب الحديث عنها أو عن أي أحداث حصلت خلال الجلسات أو الحصص فهذا قد يكون مؤشر لوجود مشكلة في تصرف ذلك الشخص مع الطفل.
2. الانغلاق،
ان رفض المختص سواء معلم أو أخصائي أن يتابع الأهل مجريات الجلسات أو الحصص الخاصة عن كثب يعتبر مؤشر يدعونا للحذر والاستفسار والتحقق، فحتى وان كان العذر هو إتاحة مجال أكبر للطفل للتركيز، يمكن اتخاذ تدابير مناسبة لتمكين الاهل من الاطلاع عن قرب على تفاصيل الوقت والتعامل والمهام التي تجري بين المعلم او الاخصائي والطفل، ليس بهدف ضمان سلامة الطفل فقط، وإنما لهدف تحقيق تعاون أفضل مع الأهل يصب في مصلحة الطفل أولاً وآخراً. وبالتالي فإن احجام المعلم أو الأخصائي عن الانفتاح مع الأهل فيما يقدمه للطفل قد يحمل مؤشر لوجود تجاوز في المحتوى أو الأسلوب لا قدر الله.
3. المناورة وكثرة إلقاء اللوم على الطفل والشكوى منه دون إبداء حلول لمعالجة التحديات السلوكية التي تظهر منه.
هذا التصرف من قبل الأخصائي/ة أو المعلم/ة قد يكون محاولة تمويه على الأهل لتبرير أعراض سوء معاملتهم للطفل التي قد تظهر في شكل نفوره منهم أو اعتداءه عليهم أو تهربه منهم.
إن كسب محبة الطفل وثقته جزء لا يتجزأ من مهمة المعلمين والاخصائيين، بل يكاد يكون مهمتهم الأولى الأساسية، حيث أن مساعدة الطفل تتطلب الدخول إلى عالمه أولا حتى يتقبل هذا المعلم أو الأخصائي (ذكر أم انثى) ويتقبل منهم جهود التدخل والتدريب والتعلم. وفي المقابل كما ذكرنا سابقا، فإن أي تعليم أو تدريب يقدم الى الطفل من خلال استخدام العنف يواجهه الطفل بديهيا بالرفض والنفور والكراهية والمقاومة، بل ويخلق مشكلات نفسية و سلوكية أعمق وأخطر بكثير من المشكلة التي تمت الاستعانة ذلك لمعلم أو الاخصائي لتجاوزها. أي أننا هنا لا نتحدث فقط عن ضرر المساس بسلامة الطفل، وإنما ضرر إهدار الوقت والجهد والتكاليف المالية كذلك.
3. كيف أحمي الطفل من التعرض لتجاوزات من قبل من يقوم بتعليمه أو تدريبه؟
الوقاية دائما خير من العلاج، لذا لابد من أخذ كافة التدابير الممكنة لتفادي تعرض الطفل لأي تجاوزات من قبل من يقوم بتعليمه وتدريبه. التدابير والإجراءات تشمل عدة محاور اهمها:
# الطفل نفسه،
لا بد من توعيته
بقدر الإمكان مهما كان مستوى مداركه ضعيف، والتوعية تبدأ من المنزل والأم تحديدا
حيث تغرس في الطفل ألا يتقبل أي معاملة تتسم بالعنف من قبل الآخرين أو تتضمن لمس
لجسمه بطريقة غير مقبولة. ويمكن أن يتم استخدام الصور ومقاطع الفيديو والقصص
الاجتماعية والنمذجة بالدمى أو مع الإخوة وتمثيل الأدوار لإيصال هذه المفاهيم للطفل،
ومع التكرار والثبات والاستمرارية تصل لدى الطفل بإذن الله المفاهيم المطلوبة
بخصوص هذا الموضوع.
# الأهل أنفسهم،
# الأهل أنفسهم،
للأمانة نحن
نعيش في مجتمع شرقي لا يرى بأساً في أن يرفع أحد الأبوين صوته على الطفل بالصراخ
أو الردع أو الزجر أو حتى بعض صور الضرب الخ، نعم نحن الأبوين وخاصة الأمهات لنا
صلاحيات تفوق أي شخص آخر، ولكن إذا اعتاد الطفل على المعاملة العنيفة من
قبلنا فقد يتقبلها من غيرنا، لنحاول بالتالي ان نغرس في الطفل أصول المعاملة
الجميلة الهادئة الحازمة التي تحمل الاحترام المتبادل حتى يعتاد عليها ولا يتقبل
من غيرنا المعاملة التي تحمل إهانة له أو تعنيف أو أي شكل من أشكال التجاوز.
# تعريف الشخص
# تعريف الشخص
الذي يعلم الطفل
أو يدربه بالحدود المقبولة في التعامل مع طفلنا بأسلوب لبق واضح، مهما كانت هذه
النقطة ثقيلة على النفس أو حساسة بالنسبة للطرفين فهي تظل نقطة جوهرية، ويجب التطرق
لها بحكمة ولباقة وحيادية، فالحق حق، وأي شخص محترم سواء ذكر أو أنثى سوف يقدرون
ذلك برحابة صدر طالما نراعي الأسلوب المتزن في طرحه معهم، أما من يأخذ الأمر على
محمل شخصي سيء فهذا مؤشر على عدم النضج أو -لا قدر الله- قد يكون مؤشر لإدراك
الشخص لوجود المشكلة عنده بالفعل .
# اتخاذ تدابير الأمن والوقاية المناسبة،
# اتخاذ تدابير الأمن والوقاية المناسبة،
وهي تختلف من حالة لأخرى، مثلا في حالة الطفل الذي يكون لديه مستوى لغة
متقدم وإدراك عالي و يستطيع أن يخبرنا عن مجريات الأحداث خلال الجلسات أو الحصص لا
نحتاج إلى مراقبة الوضع عن كثب كما في حالة الطفل الذي لديه مستوى إدراك أضعف ولغة
محدودة بغض النظر عن السن. وبالتالي يفضل دائما أن يتواجد الأهل بالقرب من مكان
الجلسات، وأن نراعي ملاءمة مظهر الطفل ونفسيته قبل الجلسات حتى نقلل من احتمال
حدوث استفزاز لا داعي له، ونوفر بيئة مشجعة هادئة محترمة لكل من الطفل والأخصائيين.
# الحرص على المتابعة والشفافية مع المعلمين والاخصائيين،
# الحرص على المتابعة والشفافية مع المعلمين والاخصائيين،
ويجب خلق جو من الثقة لا ينفى حقنا من اتخاذ
تدابير الأمان المناسبة، وهذا يعني أني اذا منحت ثقتي لشخص ليقوم هو أو تقوم هي
بتدريب طفلي فإن لي الحق أن أتابع الأمور عن كثب وأطرح أسئلتي واستفساراتي ومرئياتي
وأناقشها بأسلوب لبق واعي منفتح مع أصحاب المؤهل والخبرة، وهم كذلك لهم الحق في
توجيه استفساراتهم لي حتى يمكننا الوصول إلى اتفاق ورؤية مشتركة وتعاون مثمر من
أجل مصلحة الطفل بالدرجة الأولى.
إن بعض حالات التجاوزات بالفعل كان من أسبابها نقص التواصل بين الأهل والأخصائيين مما خلق حالة من الغموض والضغوط التي انعكست للأسف على أداء بعض المختصين،
ورغم أن هذا العذر ليس بمقبول،
لكن نحن كأهل علينا إدراك أننا نتعامل مع بشر، ولا يوجد انسان مثالي كامل ولا حتى
نحن أنفسنا،
فلماذا لا أبذل مزيد من الجهد في التواصل والتعاون مع الآخرين حتى
اساعدهم على مساعدة ابني وتدريبه وتعليمه. إن المهارة في هذا الجانب تصنع فرقا
طيبا أن شاء الله في مدى إقبال الآخرين على مساعدة طفلنا بحب واخلاص وأمانة سواء
كانوا معلمين أو أخصائيين، أو غيرهم.
# في حالات خاصة
# في حالات خاصة
يمكن توثيق
مجريات الجلسات أو الحصص بالتسجيل أو استخدام كاميرا للمراقبة بعد الاتفاق مع
الطرف الآخر (المعلم أو الأخصائي)، وذلك يخدم أهداف التدريب والتعليم ذاته، إضافة
إلى اهداف الأمان والمتابعة. وينطبق على هذا الإجراء ذات الاعتبارات السابقة من
حيث مراعاة الأسلوب المناسب في الطرح والنقاش الهادف الواعي بما يحفظ حقوق الجميع
ويحقق أكبر قدر ممكن من الراحة والثقة والفائدة وخاصة للطفل بإذن الله تعالى.
هناك اجراء وقائي آخر غير متعارف عليه في مجتمعنا حتى الآن للأسف ولكنه معتمد بشكل كبير في الدول المتقدمة، وتحديدا في بريطانيا، حيث يحق للأهل أن يطلبوا من السلطات الأمنية (الشرطة) كشف بخلو صحيفة/وثيقة سوابق المعلم/ة أو الأخصائي/ة من أي فعل مخل بالشرف أو الأمانة أو إساءة معاملة الأطفال. ربما يكون هذا الإجراء حاليا صعب لدينا،
هناك اجراء وقائي آخر غير متعارف عليه في مجتمعنا حتى الآن للأسف ولكنه معتمد بشكل كبير في الدول المتقدمة، وتحديدا في بريطانيا، حيث يحق للأهل أن يطلبوا من السلطات الأمنية (الشرطة) كشف بخلو صحيفة/وثيقة سوابق المعلم/ة أو الأخصائي/ة من أي فعل مخل بالشرف أو الأمانة أو إساءة معاملة الأطفال. ربما يكون هذا الإجراء حاليا صعب لدينا،
ولكن من المفيد
أن نقوم بتوعية أنفسنا بما يتم تطبيقه بنجاح في أماكن أخرى، لأن الحكمة ضالة
المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها، وقد يأتي يوم ان شاء الله نطالب فيه بمثل هذه
الإجراءات التي تقنن ممارسات التعليم والتدريب الخاصة لأطفالنا، بل وتفيد كذلك
أصحاب الأمانة من الأخصائيين والمعلمين الذين يعملون في هذا المجال وهم الغالبية
العظمى ان شاء الله، حيث تساعد بإذن الله في حماية عملهم من المتطفلين غير
المؤهلين الذين يسيئون لشرف المهنة وميثاقها الأخلاقي ورسالتها العظيمة.
4. ماذا أفعل إذا تأكدت أن الطفل يتعرض لتجاوزات من قبل من يقوم بتعليمه أو تدريبه ؟
4. ماذا أفعل إذا تأكدت أن الطفل يتعرض لتجاوزات من قبل من يقوم بتعليمه أو تدريبه ؟
لا يوجد تصرف واحد هو الأمثل
في هذه الحالة، وإنما المطلوب فورا هو التدخل السريع لمنع استمرار تعرض الطفل
للأذى، ويتم جمع الأدلة المادية بل وحتى المؤشرات الملموسة وتوثيقها لمواجهة الشخص
الذي قام بالتجاوز (حسب درجة التجاوز)، وان تطلب الأمر يتم تقديم بلاغ رسمي ضده
مدعم بتلك الأدلة، أو على الأقل لا يتم التستر على اسمه (أو اسمها) بحجة الخصوصية،
وهذه الخطوة ليس الهدف منها التشهير، وإنما تهدف إلى حماية حقوق الطفل وغيره من
الأطفال من التعرض لمثل تلك التجاوزات من قبل ذاك الشخص سواء كان معلم أو معلمة،
أخصائي أو أخصائية. ومن الضروري التأكد من سلامة الطفل ومعالجته من أي أضرار ترتبت
على تعرضه لتلك التجاوزات، وهذا ما ينقلنا للنقطة التالية..
5. دور الاستشارة الأسرية في تقديم الدعم والتوجيه فيما يتعلق بحماية الطفل من التعرض لتجاوزات من قبل الآخرين :
يفضل في معظم الحالات الاستعانة بمستشار أسري لمساعدة الأهل على تقييم وضع الطفل، وتوجيههم إلى الخدمات المختصة المناسبة، سواء الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي أو المستشار التربوي/ الأسري لمساعدة الأهل والطفل تحديدا على تخطي الأضرار التي لحقت به من جراء تعرضه التعنيف أو المعاملة التي بها تجاوز من قبل المعلم/ة أو الأخصائي/ة أو أي شخص آخر. بل إن وجود مستشار أو مستشارة للأسرة في تخصص ذوي الاحتياجات الخاصة -تحديدا التوحد- من شأنه توفير دعم وتوعية للأسرة بكافة النقاط السابقة ابتداء من الاستعانة بالأخصائيين وانتهاء بإجراءات التصرف القانونية والعلاجية ومرورا بالاعتبارات الوقائية والمتابعة.
5. دور الاستشارة الأسرية في تقديم الدعم والتوجيه فيما يتعلق بحماية الطفل من التعرض لتجاوزات من قبل الآخرين :
يفضل في معظم الحالات الاستعانة بمستشار أسري لمساعدة الأهل على تقييم وضع الطفل، وتوجيههم إلى الخدمات المختصة المناسبة، سواء الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي أو المستشار التربوي/ الأسري لمساعدة الأهل والطفل تحديدا على تخطي الأضرار التي لحقت به من جراء تعرضه التعنيف أو المعاملة التي بها تجاوز من قبل المعلم/ة أو الأخصائي/ة أو أي شخص آخر. بل إن وجود مستشار أو مستشارة للأسرة في تخصص ذوي الاحتياجات الخاصة -تحديدا التوحد- من شأنه توفير دعم وتوعية للأسرة بكافة النقاط السابقة ابتداء من الاستعانة بالأخصائيين وانتهاء بإجراءات التصرف القانونية والعلاجية ومرورا بالاعتبارات الوقائية والمتابعة.
في النهاية من المؤكد
أن هناك اعتبارات أخرى يضعها الأهل وفق تقديرهم، حيث أن لكل حالة خصوصيتها، ولا
يمكن تعميم كافة النقاط على كل الحالات، وكل أم هي أدرى بإذن الله بما هو مناسب
لطفلها وفق حالته ومستواه وقدراته واحتياجاته وإمكانية اتخاذ الترتيبات المناسبة
له وللعائلة.
وقبل ان أختم أوجه رسالة
شكر واحترام وتقدير ومحبة منا جميعا إلى الأخصائيات الرائعات (والأخصائيين) سواء
معنا في هذه المجموعة الطيبة أو في أي مكان و اللواتي يقمن بتعليم وتدريب ومساعدة
أطفالنا على تخطي الصعوبات التي لديهم بكل أمانة وحب واخلاص وتفاني.. شكرا من
القلب لجهودكم العظيمة التي نعجز عن مكافأتكم عليها وإنما أجركم عند رب العالمين.
نحن ندرك حجم الجهد والتحدي الذي تبذلونه مع أطفالنا بصدق وذمة ونقدر كل التقدير
العلم الذي تنقلوه لهم ولنا والرسالة النبيلة التي تحملونها بشفافية فطبتم وطاب
عملكم جزاكم الله عنا خير الجزاء وبارك لكم.
أسأل الله تعالى أن يحفظ أبناءنا و يبارك فيهم جميعا ويوفقنا وإياكم لكل ما يحب ويرضى.
محبتكم د. هدى أبو السمح (أم
عمر)، الظهران
لا نحلل نقل الموضوع دون الإشارة للمصدر والكاتب
لا نحلل نقل الموضوع دون الإشارة للمصدر والكاتب