الصفحات

الأربعاء، 4 مارس 2015

تعاون الأسرة والمركز مهمان لتحسين حياة المصاب بالتوحد حقيقة يجهلها البعض !!



بقلم / أم عمر الله يرضى عليها ...

لكل أم رائعة لطفل مميز لأن لديه اضطراب توحد أقول لها بصدق واخلاص أن منزلك الطيب المبارك بإذن الله هو أفضل مركز لطفلك، فأنت ما شاء الله عليك أفضل معلمة ومربية وأخصائية تدرك احتياجاته وشخصيته وقدراته ونقاط قوته وضعفه، ولن تجدي مكان أو أشخاص يعملون مع طفلك بذات الإخلاص والحب والدفئ والعطاء والجهد الذي تعطيه له في منزله وعلى أرضه ووسط إخوته وأهله حفظكم الله جميعاً.

لقد وضعت ابني في أفضل حضانة خاصة في انجلترا للتوحد فيها من المميزات ما يفوق الخيال والوصف ومعلماتها مشهود لهن بأنهن الأفضل في طول البلاد وعرضها، ولكني لم أحتمل أن أتركه يداوم بها أكثر من ثلاثة أشهر فقط !!

لأني أدركت أني أنا الأساس والمركز الحقيقي يجب أن يكون منزله وأريد أن يتعلم تحت سمعي وبصري حتى أتعلم أنا أيضاً، أخذت إجازة من دراستي وعكفت على دراسة أصول العلاج السلوكي من المصادر العلمية في مكتبة الجامعة التي كنت أدرس بها، قابلت الأخصائيين وراسلتهم وناقشتهم وسمعوا مني وسمعت منهم، لمدة أسابيع بل وشهور وأنا أبني قاعدة معرفية عميقة في الاختصاص الذي يحتاجه ابني حتى ظن المشرفون في الجامعة أني سأغير تخصصي الدراسي!!

لكن ابني له الأولوية ولست نادمة ولله الحمد على المغامرة التي خضتها بتوفيق الله، فالنتائج تتحدث عن نفسها ولا يزال الطريق طويل حتى نصل إلى بر الأمان. لكن يدي في يد ابني بل وأيدي زوجي وأطفالي الآخرين وكل العائلة من أقارب صرنا كلنا نعمل على هدف واحد وقلبٍ واحد ووعي مشترك يدعم بعضنا بعضاً ويبقى النجاح بيد الله سبحانه وتعالى أولاً وآخراً

وكلامي السابق لا يعني أبداً أني أدعو الأمهات لنبذ المراكز، بل أدعو المراكز والأمهات للتعاون معاً من أجل مصلحة الطفل، وأن يبقى المنزل هو الأساس دائماً ..

 
وميزة العلاج السلوكي الذي يعتمد على المنزل أنك تقدري تتحكمي في جدول الطفل بحيث يكون متوازن ومريح دون ضغوط متواصلة عليه، بل ان كثير من استراتيجيات التدخل السلوكي يتم تطبيقها بطريقة اللعب الحر واللعب الهادف واللعب الموجه وحتى عن طريق الاسترخاء والوقت الذاتي للطفل وغيرها حسب تقديرك انتي والأخصائيين المشرفين على البرنامج،

وإذا كانت الخدمات عندنا الآن يغلب عليها الضعف فهذا أدعى لأن نتعاون مع المختصين والمراكز لإخراج أفضل ما عندهم من أجل مصلحة أطفالنا، نعم قد يكون هناك قصور في الخدمات العامة لكن نحن يجب ألا ننتظر ونتحسر بل نسعى بقوة وعلى قدر الجهد والتحدي يكون الأجر والنجاح بإذن الله .. 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق