الثلاثاء، 3 يونيو 2014

طفلي المصاب بالتوحد يرفض التغيير بأكله ما الحل ؟؟؟ ( تجارب أمهات رائعات )


بقلم أم عمر بوركت جهودها ...
عزيزاتي قبل يومين كان هناك مداخلات في مجموعة أخرى عن بعض التحديات التي تواجهها كثير الأمهات مع أطفالنا بالنسبة لعاداتهم الغذائية ،
هذه ظاهرة شائعة تعرف بالنمطية
Rigidity في تناول الطعام، بحيث يحب بعض الأطفال أصناف محدودة قليلة فقط ولا يقبلون تناول غيرها.
هناك عدة طرق بإذن الله لحثهم على تنويع تفضيلاتهم بما يتناسب مع كل طفل أشارككم بها مع بعض الاعتبارت المهمة التي يجب أخذها في الحسبان وفق خصوصية كل حالة:
1. الطعام مرتبط بشيء تشتهيه نفس الانسان وتقبله، وأحيانا كثيرة حتى نحن الكبار لا نرغب في تناول شيء معين، فيفضل تجنب اجبار الطفل على تناول شيء لا يرغبه بالغصب - ما لم يكن دواء مرتبط بعلاج.

2. امتداد للنقطة السابقة، يفضل تحبيب الطفل بعدة طرق في طعام معين حتى يبادر بتجربته من تلقاء نفسه، ولا مانع من استخدام الحيلة في هذا الأمر كما سيأتي لاحقا.



3. نحاول أن يتعود الطفل على وجود الطعام الجديد أمامه أو يشارك في اعداده حتى وإن لم يتناوله، لكن مجرد التعود على رؤية الطعام الجديد تقلل من تخوفات الطفل منه وتجعل منظره ورائحته وشكله مقبول بالنسبة له تدريجيا تمهيدا ليتذوقه أو يتناوله. مثلا إذا كان الطعام المرغوب تعويد الطفل على تناوله هو نوع من الخضار وليكن الخيار، نحرص عند كل وجبة على وضع طبق به قطع الخيار على المائدة، ويا عبودي أو عموري أعطني قطعة خيار، أو ضعها على شريحة الجبن في طبقي، الخ، الآن صار الطفل يمسك الطعام الجديد بيده وبهدوء وهي خطوة جيدة نحو الخطوات القادمة.


4. ربط الأصناف الجديدة من الأكل بمعزز يحصل عليه الطفل مباشرة بعد تجربة أو تناول الطعام الجديد، سواء كانت تلك المكافأة نوع طعام يحبه أو لعبة مفضلة أو الآيباد أو الخروج للحديقة الخ. المهم أن تكون المكافأة مباشرة وجذابة للطفل ومتاحة في ذلك التوقيت. وهذه النقطة بالذات نستخدمها مع كل الأطفال (أنهي طعامك حتى تحصل على الآيس كريم أو أسمح لك باللعب على ال play station ).


5. التدرج مسألة ضرورية لمعظم الحالات، بمعنى من المهم أن نبدأ بتقديم كميات قليلة جدا من الطعام الجديد بالنسبة للطفل، سواء قطعة أو لقمة صغيرة فقط في البداية يتبعها التعزيز والمكافأة. ومع التمرس نزيد الجرعات تدريجيا.



6.  حسن اختيار التوقيت والمكان :
يفضل أن نقدم للطفل نوع جديد أو أقل تفضيلا إذا كان جائع، وأن لا يكون معه طعام مفضل في نفس الطبق (أو على نفس المائدة إلا اذا كان موضوع كمعزز لاحق )، وأن لا نبدأ هذه التدخلات خارج المنزل لأن سيطرتنا عل الأمور تكون أقل، وقد يتدخل الأهل والأصدقاء بمعارضتنا مما يضعف كل من الأم والطفل.
مثلا حبيبتي أمي الله يحفظها إلى الآن تقف مع أطفالي في تفضيلات الطعام، وأي تدخل مني لتنظيم الأكل وفق ما أراه تضعف هي أمام رغبات أطفالي وتدافع عن رغباتهم لحبها وحنانها
حفظها الله .
أو اذا كنا في المطعم وأردنا أن يجرب الطفل نوع طعام جديد دون تمهيد كافي فيبدأ بالصراخ أو البكاء مما يوقعنا في الحرج فنبادر فورا بالانسحاب مما يجعل الطفل يربط بين اساءة التصرف وإحراجنا والنجاح في الهرب من شيء لا يرغب به (وهو الطعام في هذه الحالة) فيميل الى تكرار هذا التصرف الحاد في كل مرة نذهب بها لتناول الطعام خارج المنزل.
في مثل هذه الحالات الطعام أصبح مسألة سلوكية، بمعنى اذا تكررت تلك المواقف قد يتكون لدى الطفل نوع من الدلال أو التمرد أو الرغبة في العناد أو السيطرة قد يرفض حتى أكل شيء يحبه في موقف معين.



7.  يجب أن نتوقع بعض الحيل الذكية من الأطفال، وهي امتداد للنقطة السابقة؛ فمعظمهم ماشاء الله أذكياء جدا و يعرفون كيف يعزفون على الوتر الذي يجعلنا نضعف حتى بدون أن ننتبه إلى الخدعة التي يقومون بها! وجه مبتسم بفم مفتوح وعرق بارد
ومثال أذكره أن عموري الله يحفظه وأبناءكم جميعا مرة واحدة قدمت له صنف من الطعام ليجربه (الذرة الحلوة مثل التي تباع في أكواب)، ولأن الملعقة الأولى التي تناولها كان طعمها أو إحساسها غريب عليه فقد وضع يده ليغطي أنفه وفمه وتعابير وجهه تتقلص وهو يبتلعها، ظننت وقتها أنه سوف يتقيأ أكرمكم الله ولهذا جزعت وسحبت فورا من أمامه الطبق وأخذت أربت عليه وأحضنه.
لم أكن أتصور أني ارتكبت خطأ، و نرى هذا الخطأ اذا نظرنا من جانب ما تعلمه الطفل في تلك الحادثة؛
وهو ببساطة ما يلي:
ماما قدمت لي طعام لا أحبه تحاول أن تجعلني آكله + أرفع يدي لفمي وأنفي وأنا أحني نفسي (سواء فهم أن هذا تعبير عن الرغبة في التقيؤ أم لا) = ماما تتراجع فورا و ترفع عني الطعام الذي لا أحبه و تغمرني بالاهتمام والحب (أي مكافأة مزدوجة! )
هذه المعادلة البسيطة فهمها عمر وكان وقتها لا يتجاوز الرابعة من عمره، ولم انتبه لها انا واستمر يطبقها معي لمدة أشهر!
كنت خلالها أظن أن لديه شهية مرهفة حساسة وأن مجرد وضع طعام لا يحبه أمامه يجعله على وشك التقيؤ،،،
إلى أن بدأت ألاحظ أنه أخذ يستخدم هذا السلوك بكثرة وحتى أحيانا مع أصناف طعام يحبها ولكن لا يرغب في تناولها في توقيت معين (عندما يكون يلعب
Wii أو مندمج في بناء المكعبات الخ).
لم يكن سهل اكتشاف حيلته الصغيرة ولكن مع تسجيل الملاحظة الدقيقة والمستمرة توصلت إلى يقين تام بأنه يستخدم خدعة (على وشك التقيؤ) للتهرب من أكل طعام لا يحبه أو لا يريده في وقت معين.
بعدها تغير أسلوبي تماما؛ وأول شيء توقفت عن إعطاءه الاهتمام والاحضان اذا قام بذلك التصرف، بل ببساطة صرت أتجاهله. وبدأت بعدها في إعطاءه وجبات عديدة في اليوم ولكن على كميات قليلة جدا جدا جدا من الطعام في المرة الواحدة، والهدف أن أضمن ألا يستثقل الطفل الطعام اذا رآه بكمية كبيرة وألا يشبع من الأكل من مرة واحدة وهذا يجعله يتجنب التظاهر بالتقيؤ حتى لا اسحب منه الطعام لأنه جائع، وخاصة بعد أن ألغيت من عنده دافع الحصول على الاهتمام والأحضان اذا قام بتلك الحركة.
والحمد لله مع الوقت تلاشي ذلك السلوك وتطورت مدارك الطفل واهتماماته بتوفيق الله. 


8. يمكن أن نقلب طاولة الخداع بحيث نلجأ نحن إلى الاحتيال حتى يتناول الطفل لقيمات صغيرة من الطعام بينما هو مندمج كليا في شيء آخر، مثل اللعب على ال play station أو يشاهد برنامجه عن الديناصورات الخ، ويكون بين اللقمة واللقمة من الطعام الذي يحبه شيء صغير لا يحبه دون أن ينتبه، مثلا عموري كان لا يحب الفاصوليا ولكن يحب اللحم والأرز الذي أقدمه معها، بعد أن اكسب ثقته عدة مرات بعدم إجباره على أكل الفاصوليا في طبقه أقوم أنا بالتظاهر في مساعدته على الأكل من الطبق بينما يديه وعينيه في انسجام واندماج باللعب فأضع قطعة فاصوليا مخفية بين الأرز واللحم وجه يغمز لكن ليس جميع الاطفال تنطلي عليهم هذه الحيل حيث يتميز بعضهم ماشاءالله بإحساس عالي لتغير المذاق أو الرائحة أو ملمس الطعام في الفم.
ولكن قد تكون هذه وسيلة ناجحة مع البعض الآخر خاصة إذا حرصنا على أن تكون نوعية الطعام المخفي ذات مذاق وملمس ورائحة متقاربة مع الطعام الذي يحبه الطفل. 


9. دمج اللعب مع الأكل بطريقة مقبولة (مع مراعاة حفظ النعمة واحترامها)، ولعل هذه النقطة مفيدة أكثر للأطفال الأصغر سنا أوالأقل إدراكا، فالأطفال بصفة عامة يجب أن يتعلموا احترام وقت الطعام وأصول البروتوكول الذي يخص العادات الصحية لتناول الطعام بل وعادات كل عائلة، ومنها مثلا أن الأكل يكون بالجلوس عند طاولة الطعام وليس خلال اللعب أو الجلوس لمشاهدة التلفاز.
ذلك اعتبار مهم في معظم الأحيان ولكن يمكن تعليمه لاحقا اذا كانت أولوية إحدى الأمهات أن يتعلم طفلها تنويع أصناف الطعام التي يأكلها حتى وإن تغاضت لفترة عن (قانون الأكل عند طاولة الطعام).
واللعب نشاط مرح يجعل الطفل غالبا في حالة نفسية هادئة أكثر تعاونا معنا بإذن الله، بل يكون الطعام نفسه جزء من اللعب (بما يحفظ احترام النعمة) مثل نتظاهر في لعبة أدوات المطبخ أن يقوم الطفل بوضع طبق قطع التفاح الصغير في الفرن لنخبزها ثم يتذوقها ،
أو لعبة حفلة الكوكتيل والطفلة تصب عصير البرتقال الطازج في أكواب ملونة جميلة لتباشر بها على ماما وبابا وعرائسها وجه مبتسم بعيون على شكل قلوبوجه يغمز
كما يعتمد ذلك على أنواع معينة من الطعام خفيفة يمكن تناولها في أي مكان مثل أصابع الجزر الرفيعة أو الفشار
popcorn
أو البسكوت أو الطماطم الكرزية، فمثل هذا الأصناف يمكن حملها معنا بسهولة ليتناولها الطفل خلال اندماجه باللعب سواء داخل المنزل أو خارجه.


10. الاهتمام بشكل الأكل والابداع في تقديمه. والإبداع يكون كذلك في طريقة إطعام الطفل بحيث تكون مليئة بالمرح والتشويق، مثلا مع عموري كنت في فترة أحاول ليتناول العنب، فكنت أشطر الحبات إلى اثنتين و أضعها في طبق ونجلس أنا وأبنائي مثل الدائرة ونلعب لعبة من يطعم (الأسد ملك الغابة)!
حيث نتظاهر بالدور أن كل واحد منا هو الاسد ونحاول وضع العنب في فمه دون أن يعضنا!
ويتظاهر الشخص الذي يمثل دور الأسد بأنه سيأكل أيدينا ويكون الجو مليء بالمرح والضحك، ونفس الشيء لعبة التظاهر بالنوم وفي يدي حبة عنب أو تفاح وأقول:
هذه القطعة الجميلة لي لا تسمحوا للفأر أو القطة بأكلها عندما أنام قليلا، وأغمض عيني فيسرع عموري أو أحد اخوته بأكلها من بين أصابعي حتى أكون أنا متفاجئة عندما أفتح عيني وأبدأ في مطاردتهم ودغدغتهم حتى أعرف أين استقرت حبة العنب في بطن من؟!  لكم أن تتخيلوا حجم المرح والسعادة التي تنغرس في نفس الطفل فيربط بين الطعام الجديد والتجارب السعيدة الجميلة مما يجعله يميل إلى تكرارها. ومع الوقت والنضج وتطور المدارك تخف الحاجة إلى كل هذا (المهرجان) لكن يبقى حب الطفل للطعام وكذلك مهارات التقليد واللعب والتمثيل والنمذجة التي تعلمها بمرح وسعادة ونجاح بإذن الله تعالى 


        
11. لا بد من  التأكد من طعم الشيء الذي سأقدمه للطفل لأول مره حتى أضمن أن مذاقه مناسب وليس شديد الحموضة أو المرارة أو الملوحة الخ (حسب معرفتي بتفضيلات طفلي). وعند رغبتنا في تنويع أنواع الطعام التي تعطى لأطفالنا يفضل بصفة عامة أن نبدأ بالأطعمة ذات المذاق المريح المتوازن وتعرف أحيانا بال comfort food أي الأطعمة المريحة، فمن الفواكه والخضراوات مثلا يفضل أن أقدم للطفل الموز والتفاح والخيار والجزر أكثر من الجريب فروت أو الفجل.
ولا يمنع طبعا من وجود استثناءات يفضل فيها الطفل طعام ذو نكهات قوية أو حتى حارة مثل البهارات والحوامض وغيرها. ويبقى الفيصل في هذه النقطة تقدير الأم التي هي أدرى الناس بتفضيلات طفلها للطعام من حيث المذاق والرائحة بل وحتى الملمس ودرجة القرمشة الخ.




12. إذا تقبل الطفل طعام جديد مفيد بإذن الله نحاول المحافظة على هذا التقدم بتكرار ذلك الطعام له من فترة لأخرى حتى تغتني قائمة الطعام لديه وتكون متوازنة وشاملة لكل العناصر التي يحتاجها الطفل بإذن الله. ويتم الحفاظ على المكتسبات بذات الطريقة التي تم تحصيلها بها بعون الله بالتشجييع والتخطيط والتنظيم والتدرج والمثابرة والتعزيز والتكرار والاستمرارية والتنوع والمشاركة وخلق الفرص الإيجابية المرحة الناجحة بإذن الله تعالى 


 بقلم / أم لبنى رب يسعدها
الطفل المصاب بالتوحد الإنتقائي بأكله والذي يرفض التغيير بطعامه 

من تجربتي :
قالت لي الأخصائيه بأن مفتاح التغيير هو اليد إجعلي طفلتك لبنى تلامس اشياء كثيرة وتتعرف على الطعام باللمس و سوف تتقبل أن بعد فتره بالتدريج
 وفعلا و لله الحمد هذا ما حصل ...


     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق